رطم تقرير أورايلي "الذكاء الاصطناعي التوليدي في المؤسسة" لعام 2023 - Unite.AI
اتصل بنا للحصول على مزيد من المعلومات

الذكاء الاصطناعي

تقرير أورايلي "الذكاء الاصطناعي التوليدي في المؤسسة" لعام 2023

تم النشر

 on

في عصر يتسم بالتطور التكنولوجي السريع، يشهد مشهد الذكاء الاصطناعي تحولا هائلا، يقوده ظهور وتكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي. كشفت شركة O'Reilly، وهي منارة رائدة في مجال التكنولوجيا وتعلم الأعمال، عن تقريرها للذكاء الاصطناعي التوليدي لعام 2023 في تقرير المؤسسة، والذي يقدم مسحًا عالميًا شاملاً يسلط الضوء على الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في عالم الأعمال.

يتعمق هذا التقرير، الذي تم تجميعه من ردود أكثر من 2,800 متخصص في مجال التكنولوجيا، في التبني المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويوضح الاتجاهات والتحديات والفرص التي يقدمها داخل قطاع المؤسسات.

اعتماد غير مسبوق للذكاء الاصطناعي التوليدي في المؤسسات

يكشف تقرير O'Reilly 2023 عن معلم هام في رحلة الذكاء الاصطناعي داخل قطاع المؤسسات: معدل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية بنسبة 67%. وهذا الرقم ليس مثيرا للإعجاب فحسب؛ إنه يمثل أسرع اعتماد للابتكار التكنولوجي في التاريخ الحديث. وما يجعل معدل التبني هذا أكثر وضوحًا هو أن 38% من هذه المؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لمدة تقل عن عام، مما يشير إلى تزايد الاهتمام والثقة بسرعة في قدرات الذكاء الاصطناعي.

ويمكن أن تعزى هذه الزيادة في التبني إلى عدة عوامل. أولاً، أدى تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى جعلها أكثر سهولة في الوصول إليها وتنفيذها. أصبحت نماذج التدريب أكثر سهولة في الاستخدام، كما أدى ظهور النماذج مفتوحة المصدر إلى تقليل متطلبات الموارد. ثانيًا، إن تطوير الأدوات التي تعمل على تبسيط تفاعلات الذكاء الاصطناعي، مثل التوليد الفوري الآلي وقواعد البيانات الموجهة لاسترجاع المستندات، جعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة بالنسبة لمجموعة واسعة من المؤسسات.

في جوهر الأمر، يشير الدمج السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي في المؤسسات إلى مرحلة تحولية في عالم الأعمال. الشركات لا تقوم فقط بتجربة الذكاء الاصطناعي؛ إنهم يدمجونها بنشاط في عملياتهم الأساسية، مما يدفع النمو ويعزز قدرتهم التنافسية.

الصورة: أورايلي

الاتجاهات الناشئة في استخدام الذكاء الاصطناعي

يسلط تقرير أورايلي الضوء على كيفية استفادة الشركات حاليًا من الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويكشف عن الاتجاهات الرئيسية في تطبيقه. أغلبية كبيرة، 77%، تستخدم الذكاء الاصطناعي في مهام البرمجة، مما يشير إلى تحول كبير نحو الأتمتة في تطوير البرمجيات. أصبحت أدوات مثل GitHub Copilot وChatGPT شائعة بشكل متزايد، مما يعزز الإنتاجية والكفاءة في البرمجة.

ويأتي تحليل البيانات باعتباره ثاني أكثر حالات الاستخدام شيوعًا، حيث تستخدم 70% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض. أثبتت قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة مجموعات البيانات الكبيرة وتحليلها أنها لا تقدر بثمن، مما يمكّن الشركات من الحصول على رؤى أعمق واتخاذ قرارات أكثر استنارة.

تعد التطبيقات التي تواجه العملاء أيضًا مجالًا رئيسيًا للتركيز، حيث تستخدم 65% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز تجارب العملاء. يتضمن ذلك برامج الدردشة الآلية، والتوصيات المخصصة، ودعم العملاء الآلي، وكلها تهدف إلى توفير تفاعلات أكثر جاذبية واستجابة.

ومن المثير للاهتمام أن الاستطلاع يسلط الضوء أيضًا على دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء المحتوى. تستخدم حوالي 47% من المؤسسات الذكاء الاصطناعي للنسخ التسويقي، و56% لأشكال النسخ الأخرى، مما يوضح التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية.

وتعكس هذه الاتجاهات تحولاً أوسع في استراتيجية المؤسسة. لم يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرد أداة لتحقيق الكفاءة؛ لقد أصبح عنصرًا أساسيًا في قيادة الابتكار في الأعمال. ومن خلال أتمتة المهام الروتينية، وتوفير الرؤى من خلال تحليل البيانات، وتعزيز مشاركة العملاء، يمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من استكشاف فرص جديدة وإعادة تحديد نماذجها التشغيلية. يؤكد هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي في مختلف الوظائف على تأثيره التحويلي وتعدد استخداماته في قطاع المؤسسات.

تحديات ومعوقات الذكاء الاصطناعي التوليدي

على الرغم من التبني السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي في المؤسسات، يحدد تقرير أورايلي تحديات وعوائق كبيرة. تتمثل العقبة الرئيسية، كما ذكر 53% من المشاركين، في تحديد حالات الاستخدام المناسبة لتنفيذ الذكاء الاصطناعي. ويؤكد هذا التحدي وجود فجوة في فهم أفضل السبل للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال ضمن سياقات عمل محددة.

أما العائق الرئيسي الثاني فيتعلق بالقضايا القانونية والمخاطر والامتثال، والتي ذكرها 38% من المشاركين. مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تواجه الشركات تعقيدات دمج هذه الأنظمة مع الالتزام بالمعايير القانونية وتخفيف المخاطر، لا سيما في مجالات مثل خصوصية البيانات والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى نهج أكثر دقة لتكامل الذكاء الاصطناعي. يجب ألا تكون الشركات جاهزة من الناحية التكنولوجية فحسب، بل يجب أيضًا أن تكون مستعدة استراتيجيًا لتحديد التطبيقات المناسبة والتنقل في المشهد القانوني المعقد المحيط بالذكاء الاصطناعي.

الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر

لقد أدى التكامل المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي إلى خلق طلب كبير على العاملين المهرة في مجال التكنولوجيا. مهارات برمجة الذكاء الاصطناعي هي الأكثر طلبًا (66%)، يليها تحليل البيانات (59%) وعمليات الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي (54%). ويعكس هذا الطلب التعقيد والتطور المتزايد لأنظمة الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى خبرات متخصصة لتطوير هذه التقنيات وإدارتها.

فيما يتعلق بإدارة المخاطر، تهتم المؤسسات في المقام الأول بالنتائج غير المتوقعة (49%)، والثغرات الأمنية (48%)، والقضايا المتعلقة بالسلامة والموثوقية والعدالة والتحيز والأخلاق والخصوصية (استشهد بكل منها 46% من المشاركين) . تسلط هذه المخاوف الضوء على الحاجة إلى اختبارات صارمة والتحقق من صحة أنظمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير أطر قوية لمعالجة الاعتبارات الأخلاقية وضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.

الصورة: أورايلي

يعكس المراحل المبكرة من اعتماد الذكاء الاصطناعي

وفي حين أن معدل التبني مرتفع، إلا أن التقرير يعكس أن العديد من الشركات لا تزال في المراحل الأولى من تنفيذ الذكاء الاصطناعي التوليدي. حوالي 34% منها في مرحلة إثبات المفهوم، واستكشاف القدرات والتطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي. وهناك 14% أخرى في مرحلة تطوير المنتج، و10% في طور بناء النماذج. ومن الجدير بالذكر أن 18% من الشركات تقدمت نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج، مما يشير إلى الانتقال السريع من الاستكشاف النظري إلى التطبيق العملي.

ومن بين المشاركين في الاستطلاع، انتقل 64% من استخدام حلول الذكاء الاصطناعي الجاهزة إلى تطوير تطبيقات مخصصة. يمثل هذا التحول تقدمًا كبيرًا، مما يشير إلى أن الشركات لا تتبنى الذكاء الاصطناعي فحسب، بل إنها تبتكر أيضًا وتبتكر حلولًا مخصصة للذكاء الاصطناعي مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الخاصة.

يسلط التقرير الضوء أيضًا على نظام بيئي متنوع للذكاء الاصطناعي يتجاوز نماذج GPT المعروفة. على سبيل المثال، تعتمد 16% من الشركات على نماذج مفتوحة المصدر، مما يعرض مجتمعًا نشطًا يشارك في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ومشاركتها. يشير استخدام النماذج الأقل شيوعًا مثل LLaMA وGoogle Bard، على الرغم من أنها لا تزال أقلية، إلى الانفتاح على مجموعة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز مشهد الذكاء الاصطناعي الديناميكي والمبتكر.

وتشير هذه النتائج إلى بيئة الذكاء الاصطناعي سريعة التطور في المؤسسات، والتي تتميز بالتحول من التجريب إلى التطبيق العملي والابتكار. يؤكد التنوع في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي والتحرك نحو الحلول المخصصة على الطبيعة الديناميكية للمجال وحرص الشركات على استكشاف وتسخير الإمكانات الكاملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

لا يسلط تقرير أورايلي الضوء على الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي التوليدي في المؤسسات فحسب، بل يعمل أيضًا بمثابة دعوة للعمل. ويحث الشركات على المشاركة بنشاط في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتعزيز بيئة تعمل فيها التكنولوجيا كمحفز للنمو والابتكار والتقدم الأخلاقي.

يمكنك تنزيل التقرير الكامل هنا.

أليكس ماكفارلاند صحفي وكاتب في مجال الذكاء الاصطناعي يستكشف أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي. لقد تعاون مع العديد من الشركات الناشئة والمنشورات في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.