رطم الشبكات العصبية تحقق تعميمًا للغة يشبه الإنسان - Unite.AI
اتصل بنا للحصول على مزيد من المعلومات

الذكاء الاصطناعي

الشبكات العصبية تحقق تعميمًا للغة شبيهة بالإنسان

تم النشر

 on

في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يتطور باستمرار، أعلن العلماء مؤخرًا عن إنجاز مهم. لقد قاموا بصناعة شبكة عصبية تظهر كفاءة تشبه كفاءة الإنسان في تعميم اللغة. وهذا التطور الرائد ليس مجرد خطوة، بل قفزة عملاقة نحو سد الفجوة بين الإدراك البشري وقدرات الذكاء الاصطناعي.

وبينما ننتقل أكثر إلى عالم الذكاء الاصطناعي، تصبح قدرة هذه الأنظمة على فهم اللغة وتطبيقها في سياقات متنوعة، مثل البشر إلى حد كبير، ذات أهمية قصوى. يقدم هذا الإنجاز الأخير لمحة واعدة لمستقبل يصبح فيه التفاعل بين الإنسان والآلة أكثر عضوية وبديهية من أي وقت مضى.

المقارنة مع النماذج الموجودة

إن عالم الذكاء الاصطناعي ليس غريباً على النماذج التي يمكنها معالجة اللغة والاستجابة لها. ومع ذلك، فإن حداثة هذا التطور الأخير تكمن في قدرته المتزايدة على تعميم اللغة. عند مقارنتها بالنماذج الراسخة، مثل تلك التي تقوم عليها برامج الدردشة الشائعة، أظهرت هذه الشبكة العصبية الجديدة قدرة فائقة على دمج الكلمات المستفادة حديثًا في معجمها الحالي واستخدامها في سياقات غير مألوفة.

في حين أن أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم، مثل ChatGPT، يمكنها الصمود في العديد من سيناريوهات المحادثة، إلا أنها لا تزال قاصرة عندما يتعلق الأمر بالتكامل السلس للمعلومات اللغوية الجديدة. من ناحية أخرى، فإن هذه الشبكة العصبية الجديدة تقربنا من واقع حيث يمكن للآلات أن تفهم وتتواصل مع الفروق الدقيقة والقدرة على التكيف لدى الإنسان.

فهم التعميم المنهجي

وفي قلب هذا الإنجاز يكمن مفهوم التعميم المنهجي. إنه ما يمكّن البشر من التكيف بسهولة واستخدام الكلمات المكتسبة حديثًا في بيئات متنوعة. على سبيل المثال، بمجرد أن نفهم مصطلح "photobomb"، فإننا نعرف غريزيًا كيفية استخدامه في مواقف مختلفة، سواء كان ذلك "photobombing مرتين" أو "photobombing أثناء مكالمة Zoom". وبالمثل، فإن فهم بنية الجملة مثل "القط يطارد الكلب" يسمح لنا بفهم عكسها بسهولة: "الكلب يطارد القطة".

ومع ذلك، فإن هذه القدرة البشرية الجوهرية كانت تمثل تحديًا أمام الذكاء الاصطناعي. الشبكات العصبية التقليدية، التي كانت العمود الفقري لأبحاث الذكاء الاصطناعي، لا تمتلك هذه المهارة بشكل طبيعي. إنهم يواجهون صعوبة في دمج كلمة جديدة ما لم يتم تدريبهم بشكل مكثف على عينات متعددة من تلك الكلمة في السياق. لقد كان هذا القيد موضوعًا للنقاش بين باحثي الذكاء الاصطناعي لعقود من الزمن، مما أثار مناقشات حول جدوى الشبكات العصبية باعتبارها انعكاسًا حقيقيًا للعمليات المعرفية البشرية.

الدراسة بالتفصيل

للتعمق أكثر في قدرات الشبكات العصبية وإمكاناتها في تعميم اللغة، أ دراسة شاملة كان موصولا. ولم يقتصر البحث على الآلات؛ شارك 25 مشاركًا بشريًا بشكل معقد، ليكونوا بمثابة معيار لأداء الذكاء الاصطناعي.

استخدمت التجربة لغة زائفة، وهي عبارة عن مجموعة من الكلمات التي لم تكن مألوفة للمشاركين. وهذا يضمن أن المشاركين كانوا يتعلمون هذه المصطلحات حقًا لأول مرة، مما يوفر صفحة نظيفة لاختبار التعميم. تتألف هذه اللغة الزائفة من فئتين متميزتين من الكلمات. وتضمنت الفئة "البدائية" كلمات مثل "dax" و"wif" و"lug"، والتي ترمز إلى الإجراءات الأساسية المشابهة لـ "skip" أو "jump". من ناحية أخرى، فإن الكلمات "الوظيفية" الأكثر تجريدًا، مثل "blicket"، و"kiki"، و"fep"، وضعت قواعد لتطبيق ودمج هذه المصطلحات البدائية، مما أدى إلى تسلسلات مثل "القفز ثلاث مرات". أو "التخطي للخلف".

كما تم إدخال عنصر مرئي في عملية التدريب. وكانت كل كلمة بدائية مرتبطة بدائرة ذات لون معين. على سبيل المثال، قد تمثل الدائرة الحمراء "dax"، بينما تشير الدائرة الزرقاء إلى "lug". بعد ذلك، تم عرض مجموعات من الكلمات البدائية والوظيفية على المشاركين، مصحوبة بأنماط من الدوائر الملونة التي تصور نتائج تطبيق الوظائف على البدائيين. ومن الأمثلة على ذلك إقران العبارة "dax fep" بثلاث دوائر حمراء، مما يوضح أن "fep" هي قاعدة مجردة لتكرار الإجراء ثلاث مرات.

لقياس مدى الفهم وقدرات التعميم المنهجي للمشاركين، تم تقديم مجموعات معقدة من الكلمات البدائية والوظيفية لهم. ثم تم تكليفهم بتحديد اللون الصحيح وعدد الدوائر، وترتيبها بالتسلسل المناسب.

الآثار وآراء الخبراء

نتائج هذه الدراسة ليست مجرد إضافة أخرى في سجلات أبحاث الذكاء الاصطناعي؛ إنهم يمثلون نقلة نوعية. لقد أثار أداء الشبكة العصبية، الذي يعكس بشكل وثيق التعميم المنهجي الذي يشبه الإنسان، الإثارة والفضول بين العلماء وخبراء الصناعة.

وأشاد الدكتور بول سمولينسكي، عالم الإدراك الشهير والمتخصص في اللغة في جامعة جونز هوبكنز، بهذا باعتباره "إنجازًا كبيرًا في القدرة على تدريب الشبكات لتكون منهجية". ويؤكد تصريحه حجم هذا الإنجاز. إذا كان من الممكن تدريب الشبكات العصبية على التعميم بشكل منهجي، فمن المحتمل أن تُحدث ثورة في العديد من التطبيقات، من روبوتات الدردشة إلى المساعدين الافتراضيين وغيرها.

ومع ذلك، فإن هذا التطور هو أكثر من مجرد تقدم تكنولوجي. إنه يتطرق إلى نقاش طويل الأمد في مجتمع الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للشبكات العصبية أن تكون نموذجًا دقيقًا للإدراك البشري؟ منذ ما يقرب من أربعة عقود، أثار هذا السؤال خلافًا بين باحثي الذكاء الاصطناعي. وبينما آمن البعض بقدرة الشبكات العصبية على محاكاة عمليات التفكير الشبيهة بالإنسان، ظل البعض الآخر متشككًا بسبب القيود المتأصلة فيها، خاصة في مجال تعميم اللغة.

وهذه الدراسة، بنتائجها الواعدة، تدفع الموازين لصالح التفاؤل. وكما أشار بريندن ليك، عالم الحساب المعرفي في جامعة نيويورك والمؤلف المشارك للدراسة، ربما عانت الشبكات العصبية في الماضي، ولكن مع اتباع النهج الصحيح، يمكن بالفعل تشكيلها لتعكس جوانب الإدراك البشري.

نحو مستقبل من التآزر السلس بين الإنسان والآلة

لقد تميزت رحلة الذكاء الاصطناعي، منذ مراحله الأولى إلى براعته الحالية، بالتطور المستمر والإنجازات. إن هذا الإنجاز الأخير في تدريب الشبكات العصبية على تعميم اللغة بشكل منهجي هو شهادة أخرى على الإمكانات اللامحدودة للذكاء الاصطناعي. وبينما نقف عند هذه المرحلة، من الضروري أن ندرك الآثار الأوسع لمثل هذه التطورات. نحن نقترب ببطء من مستقبل لا تفهم فيه الآلات كلماتنا فحسب، بل تستوعب أيضًا الفروق الدقيقة والسياقات، مما يعزز تفاعلًا أكثر سلاسة وبديهية بين الإنسان والآلة.

أليكس ماكفارلاند صحفي وكاتب في مجال الذكاء الاصطناعي يستكشف أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي. لقد تعاون مع العديد من الشركات الناشئة والمنشورات في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.